بدأ النظام الملكي وبدعم من البريطانيين ومنذ العام 1921
بتخصيص الأراضي كملكية خاصة فبدأوا بتمليك بعض شيوخ العشائر الكبار اغلب الأراضي
الزراعية في الجنوب بشكل خاص لكسبهم بجانب الانتداب البريطاني المسيطر على العراق
آنذاك.
فبات شيوخ العشائر يملكون الأراضي والقوة والوجاهة وأضحى
المزارعون ضمن ملكية الأرض التي يعملون بها ، فأصبحت عشائر الكوت والعمارة من
الداعمين للانتداب البريطاني والرافضين لإخراج البريطانيين من العراق لذلك نرى أن
عشائر العمارة والكوت لم تشترك بثورة العشرين بينما هي تعتبر ثورة شيعية.
أصبح بعد ذلك البو محمد و آل ازيرج والسودان والبو دراج
هم أسياد العمارة حيث صار محمد العريبي شيخ عشيرة البو محمد من أغنى ملاك
الأراضي في العمارة وتحت سلطته مايقارب 522 مسلح لقبيلة تتألف بما يقارب 5 آلاف
شخص.
بعد ذلك بدأت الزراعة بالتدهور في كل من محافظتي العمارة
والكوت وخاصة بسنوات العشرينيات والثلاثينيات بسبب الاستخدام العشوائي لمضخات
المياه وأصبحت القنوات المائية جافة تماما خاصة في المناطق الواطئة من محافظة
العمارة.
لم يستطع الفلاحون تحمل الطغيان والاستعباد من قبل شيوخ
العشائر وأضيف لمعاناتهم مشكلة جفاف المياه ما اضطرهم إلى الفرار من مناطقهم
الأصلية باتجاه بغداد في الغالب وباتجاه البصرة بشكل اقل وسكن اغلب هؤلاء
المهاجرين أطراف بغداد فأحيطت العاصمة بأحياء كبيرة من الأكواخ ففي العام 1957
كانت توجد حوالي 42 ألف صريفة بأطراف العاصمة بغداد يسكنها حوالي 93 ألف مواطن من
المهاجرين وصل عددهم لما يزيد على المائة ألف نسمة خلال العام 1958 .
و وباتت مناطق الأكواخ هذه حصنا لحركة المقاومة الشعبية
ومنظمة أنصار الإسلام الذين اتخذوا من كثافة سكان الحي ملاذا لهم ومن ثم انطلقت
ثورة14 تموز من العام 1958 وكانت مدينة الثورة هي الأساس للقاعدة الشعبية الكبيرة
للثورة فخرج الآلاف من العمال الغير مهرة من هذه المناطق الفقيرة واسقطوا تماثيل
الملكية وتم خلال الثورة إسقاط النظام الملكي وقيام النظام الجمهوري بقيادة الزعيم
عبد الكريم قاسم .
باشر عبد الكريم قاسم بإعادة توطين سكان الأكواخ
بداية سنوات الستينيات في حي الثورة شمال العاصمة بغداد وكانت تطغي على الحي
المسحة (العمارتلية) لان اغلب السكان كانوا من محافظة العمارة وبدأت المدينة
بالتطور حتى أصبحت تحضا بمكانة مهمة في بغداد رغم فقر المنطقة الغالب إلا إنها
بقيت لها بصمة كبيرة في العاصمة العراقية بغداد.
مناف
البصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق